Santé et Médecine

Santé et Médecine

آخر المقالات

2‏/9‏/2018

حقيقة السقي بالمياه القذرة...



التقارير الصُحفية تُشير و تؤكد في كل مرة وفي كل مناسبة أن السقي محاصيل زراعية واسعة الاستهلاك البشري هي موجودة فعلا وواسعة الانتشار ... 
على الرغم من بعض الجهات التي تُحاول إنكار وجودها تارة أو تقليل من انتشارها تارة أخرى. وتلك وسائل الإعلام تؤكد أيضا أن مصالح المعنية تقوم في كل مرة بحجز عدد من مضخات التي تستعمل لسحب تلك المياه القذرة في عمليات السقي.بمعنى العام ، ليست حالات منعزلة وإنما مؤممة... 
إذا تركنا جانبا تأكيدات تلك الوسائل الإعلامية التي تؤكد بشكل لا لبس فيه على انتشار الواسع للعملية ، أنا شخصيا متأكد ،عين اليقين ، بوجودها وسأشرح ذلك بالتفصيل ... 
بدأ اهتمامي بهذه الظاهرة التي تمس الأمن الصحي القومي ، قبل سنين طويلة عندما كنت في إحدى المرات مسافرا بسيارتي الخاصة على طريق عام في منطقة ريفية داخل الوطن... 
وعند وصولي إلى منطقة معينة لفت انتباهي انتشار روائح كريهة جدا تزكم الأنوف .ظننت في البداية قد يكون ذلك ناجم عن عطب في قنوات الصرف الصحي أو شيئا من هذا... 
التفت يمينا و يسارا لم تكون هناك سوى مزارع من محاصيل مادة "البطاطس" ،تُسقى بنظام السقي المحوري . مفاجأتي كانت صادمة عندما انتبهت في الأخير أن تلك الروائح صادرة من ذلك النظام المحوري لمياه قذرة تُجلب بواسطة محركات ضخمة من واد يخترق المنطقة ... 
ذلك الواد مصنف من أقذر الوديان في المنطقة من طرف السلطات المعنية وهو مكب لجميع المخلفات البشرية و الصناعية و المستشفيات والمسالخ الحيوانية ، التي يمر منها ذلك الواد... 
لا داعي للشرح أكثر ماذا يُعني الصرف الصحي للمجمعات عمرانية وصناعية و مخلفات المستشفيات و المراكز الصحية وغيرها ، التي تدفع بفضلاتها نحو الواد المذكور ، على السلامة الصحية للكائنات الحية... 
وما تحتويه من مكونات صلبة و غير صلبة ومواد كيمائية ، الحاضنات الطبيعية لكل أنواع الكائنات البكتريا والجرثومية ، التي تفتك بالكائنات الحية بشرية و غير بشرية... 
ليس هذا فحسب ، لا تنجو من الفتك المذكور حتى التربة نفسها، لأن تسرب هذه المياه في جوف التربة يقضي على خصوبتها النباتية وتصبح مع مرور الزمن مريضة وعاقرة... 
بالإضافة إلى ذلك ، تأثيرها على صلاحيات المياه الجوفية والآبار وتصبح تلك المياه ملوثة غير صالحة للاستعمال...
 كذلك الحياة البيئية ، من خلال استعمال النظام السقي المحوري الذي يوزع تلك المياه في الهواء الطلق وبذلك يكون نصيب البيئة نفس مصير باقي الكائنات التي مسها ضر التلوث... 
هذا ليس رأي فقط ، وإنما يُشاركونني فيه الخبراء و أصحاب التجربة و الخبرة في الميدان ، بأن هذه المياه تضم كيماويات مسرطنة تُبيد البشر و النبات و التربة. ويؤكدون هؤلاء المختصون أن البشرية في القرون الغابرة أبيدت بسبب أنواع البكتريا التي تحملها هذا النوع من المياه في غياب نظام الصرف الصحي. وبعد تطور الإنساني و الحضاري و وُجد الحل لهذه المياه باختراعه قنوات الصرف الصحي تلاشت وانقرضت شيئا فشيئا مسببات هذه الأمراض التي كانت تسبب مختلف الأمراض و الأوبئة فتكا... 
من كوليرا والطاعون و التفوييد. ويؤكد هؤلاء الخبراء ، أن تغلغل الميكروبات في أنسجة النباتات لا يفيد معها نقعها لا بالخل و لا بماء جافيل... 
قلت ، اكتشفت في النهاية أن سبب تلك الروائح الكريهة وأنا مارا من تلك المنطقة ، هو السقي بمياه قذرة مصدرها ذلك الواد الشديد التلوث الذي يخترق المنطقة... 
والعجيب تلك المحاصيل موجودة على حواشي طريق عام بطول حوالي 25 كلم تقريبا ، بمعنى تلك الحالة وتلك الروائح مكشوفة للجميع الذين يهمهم الأمر الذين يستعملون حتما ذلك الطريق العام ... 
من باب المواطنة و الحس المدني توقفت على حاشية الطريق وأخذت صورا ، من خلال هاتفي النقال، لتلك المشاهد و المحركات هي تدفع بتلك المياه ورفعت "بلاغا لصالح العام" ، إلى جميع الجهات المعنية... 
في الحقيقة لم أتلقى رد و لا أعرف مصير ذلك البلاغ ، لكن الذي علمته فيما بعد أن تلك المحاصيل تم جنيها و تسويقها... 
وعلمت أيضا بعد البلاغ المذكور وبعد هطول على المنطقة و لمدة طويلة أمطار طوفانية، حضرت إلى عين مكان لجنة كان برفقتها صاحب تلك المزارع شخصيا،بمعني المعني بالأمر... 
تقرير تلك اللجنة خلص أنه ليس هناك سقي بالمياه القذرة لأنها لم تعثر على محركات الضخ على حواشي الوديان ... 
استنتاج صحيح ، لم تعثر على مضخات ، لأن في وقت نزول الأمطار لا داعي لوجودها و استعمالها و صاحب تلك المزارع الذي كان المرافق ودليل اللجنة ليس من الغباوة ترك محركاته يراها أعضاء اللجنة، هذا من جانب... 
من جانب آخر ، لو أرادت تلك اللجنة معرفة الحقيقة لتوصلت إليها بكل سهولة ، أولا الزيارة تكون مفاجئة وليست مبرمجة . ثانيا ، الزيارة لا تكون وقت النزول الأمطار ... 
ثالثا و الأهم ، سؤال صاحب تلك المزارع عن مصادر مياه السقي التي تكفي لكل تلك المحاصيل من مادة "البطاطس" ، المعروف عنها أنه محصول يحتاج إلى وفرة مياه الغير متوفرة في المنطقة . أو إجراء خبرة في الوقت المناسب ، من خلال تحاليل معمقة للتربة ومصادر المياه القريبة (الآبار) ، لمعرفة وجود من عدمه لآثار تلك المياه .. 
لأنه لا يمكن للمعني الأمر يدعي أنه يسقي محصوله بمياه غير تلك مياه الواد الموجودة بقربه محاصيله. لأن المخزون المياه الموجود في المنطقة لا يكفي أصلا حتى للشرب البشري فما بال السقي مساحات شاسعة من مادة مثل "البطاطس" ، ليلا نهارا... 
بالمختصر المفيد ، كما قال الخبراء ، لابد من تفعيل الوعي المدني و الصحي . وبالتوازي تطبيق القوانين بصرامة مطلقة وضرب بيد من حديد على كل من يريد الكسب المادي على حساب السلامة الصحية للمجتمع. وهو يدخل في خانة الجرائم الكبرى ضد الإنسانية... 
و في هذه الحالة لا فرق بين من يسبب في نشر الأمراض و الأوبئة في المجتمع عن طريق السقي بالمياه القذرة والمتاجرة بمحاصيله الزراعية تكون تحتوي على مسببات مرضية فتاكة . أو من يريد إغراق المجتمع بالكوكايين وما شابها... 
الأول يريد القضاء على المجتمع صحيا و الثاني يريد القضاء عليه معنويا و أخلاقيا ، وفي النهاية كله إجرام و السكوت عنهما يعتبر مشاركة و تواطؤ في الجرم...





بلقسام حمدان العربي الإدريسي
02.09.2018    
   

ليست هناك تعليقات:

المرأة والطفل

فوائد الرمان طبيا و صحيا

الأحداث العلمية - صحة و طب-

الأحداث العلمية - بيولوجيا -

التكنولوجيا و الطب

التكنولوجيا و الطب


فوائد الكرنب



أمل جديد في علاج بعض أنواع العمى

النقرش

النقرش


Journée mondiale de lutte contre le Sida

Alors que plus de 5.700 personnes meurent chaque jour du VIH,et que plus de 6.800 nouvelles contaminations quotidiennes sont enrigestrées,l’onusida appelle à lutter contre la pandémie



أكثر من 5.700 شخص يموتون يوميا من جراء "ف.إ.أش ، و أكثر من 6.800 مصاب يوميا، المسجلين، منظمة مكافحة السيد توجه نداء لمحاربة هذا الوباء



بشرى لمرضى الكلى
علماء يتمكنون من تصنيع نموذج

لكلية صناعية للغسيل في المنزل