فيتامين D: أصغر الفيتامينات وبطلها
CNN
22.05.2008
22.05.2008
تزايدت في الآونة الأخيرة الاهتمامات بمنافع فيتامين D على أساس دوره الحيوي في نظام الحميات والصحة بصفة عامة. وخلال العقد الأخير، توصلت عدة دراسات إلى ربط هذا الفيتامين بالعديد من الآثار الجيدة على صحّة الإنسان، بما جعله يرقى إلى صفة "بطل" الفيتامينات السحري. وزيادة على دوره في تعزيز امتصاص الكالسيوم وبالتالي تشجيع نموّ العظام، أظهر هذا الفيتامين مؤشرات على المساعدة في الوقاية من عدّة أنواع من السرطانات وأمراض القلب والشرايين والسكّري وغيرها.
وورغم أن الغبطة على مشاعر العلماء بشأن فوائد هذا الفيتامين هي الطاغية، إلا أنّهم مازالوا مختلفين بشأن حجم حاجات الإنسان له، وكذلك مصادره.
ماذا يفعل الفيتامين D؟
يعدّ هذا الفيتامين فريدا من نوعه من دون شكّ، رغم أنّه الأحدث من حيث الاكتشاف. ففي عام 1919، عندما جرى اكتشاف فيتامينات A وكذلك B زيادة على ثالثهما C، لم يكن قد تمّ اكتشاف الفيتامين الرابع، ربما لأنّ طريقة عمله تختلف عن أشقائه، حيث يعمل وكأنّه هرمون داخل الجسد، فيقوم بتنسيق وتوجيه الرسائل، وهو ما لا تقوم به الفيتامينات الأخرى.
ومثالا على ذلك، يقوم فيتامين D بإثارة الغرائز لامتصاص الكالسيوم من الأغذية، ومن ثمّ يقوم لاحقا بتعديلها، وفقا للطريقة التي تريدها خلايا العظام.
وفي الوقت الذي تقوم فيه فيتامينات "غذائية" أخرى، مثل فيتامين C، بالعمل "فورا" وفق ما يحدده الجسد بناء على الشكل الذي استقبله بها، يتطلب فيتامين D عملية أطول، حيث أنّه يبدأ العمل على أساس أنّه سليل للكوليسترول.
لاحقا، يتمّ تحويل المواد التي يطلق عليها "ديهيدروكوليسترول" إلى "سابق فيتامين" يطلق عليه D3، وهو الشكل الأكثر قابلية للامتصاص.
أما الشكل الآخر، وهو "سابق الفيتامين" D2، فيأتي من مصادر نباتية، ولا يمكن امتصاصه إلا عبر نظام حمية. ويتمّ امتصاص كلا الشكلين عبر الكلى والكبد الذين يمنحانهما شكلهما النهائي المعروف علميا باسم "كالسيتريول"، وهو الذي يأخذ طريقه إلى "مستقبلات" فيتامين D التي تتوفّر عليها أجسادنا جميعا، أو بالأحرى، الغالبية العظمى منها.
الكمية التي تحتاج إليها..
يقترح معهد الطبّ، وهو مؤسسة أمريكية للبحوث التي تحدّد وفقا لها سياسات الصحة، أن يتناول كلّ شخص "كمية بالجملة" ملائمة لحاجة الإنسان حسب عمره، بدلا من جرعة يومية محددة.
والكمية المقترحة هي 200 وحدة عالمية لمن هم أقلّ من 50 عاما، وضعفها لمن يتراوح عمره بين 51 و70، وثلاثة أضعافها لمن هم فوق تلك الشريحة.
غير أنّه، مع تزايد البحوث حول هذا الفيتامين، يدعو علماء إلى تعزيز تلك النسب، ناهيك أنّ بعضهم يقول إنّه من الضروري تناول 10 آلاف وحدة يوميا.
ومؤخرا، دعت مجموعة من العلماء التي تعمل في هذا المجال، في مقال نشرته مجلة أمريكية، إلى "الحاجة الملحة" لزيادة النسبة المتعارف عليها دوليا من كمية الفيتامين التي يحتاجها الإنسان.
ومن ضمن هؤلاء، الباحث الشهير في جامعة هارفارد، الدكتور والتر ويليت، الذي قال إنّ "النسبة التي نتحدث عنها الآن، وهي ألف وحدة يوميا، تعدّ ضئيلة جدا."
وأوضح أنّ شخصا متوسط البنية يمكن أن ينتج 15 ألف وحدة من التعرّض لمدة نصف ساعة فقط لأشعة الشمس. ولذلك، واستجابة لهذا الجدل، قرّرت مؤسسات العناية بالصحة في عدّة دول، بذل المزيد من الجهد للتعرّف أكثر على هذا الفيتامين، حيث من المتوقع أن يسفر ذلك عن تحديد نسبة محددة للكمية التي ينبغي تناولها، وذلك في غضون عام 2010. ويذكر أنّ أبرز مصادر هذا الفيتامين هي الغذاء وأشعة الشمس، وكذلك المقويات الصيدلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق