"ثورة بركان أيسلندا"
( صورة : موقع بي.بي.سي)
"لوفيغارو"* الفرنسية – 16.04.2010 - : حاليا ، الباحثون لا يملكون عينات لتحديد حجم الرماد مصدره البراكين ( كحال بركان أيسلندا حاليا ) . لكن ، بصفة عامة كلما اقتربنا من البركان كلما كان حجم الرماد كبير ( الأمر يتعلق ببضعة ملليمترات ) ، والعكس صحيح ،كلما ابتعدنا كانت تلك الأحجام أصغر.
أثناء تنقلها في الهواء ، الجزئيات الأكبر تسقط على الأرض والدقيقة تتنقل عبر الهواء إلى ابعد مسافة، على حسب أحد الخبراء الفرنسيين في معهد الفيزياء الأرض.
على بعد مئات كيلومترات من البركان ، فمن غير المرجح إيجاد رماد أكبر من 50 "ميكرون"** . ويصبح أكثر صغرا ويتحلل في الهواء . هذه الجزئيات تتكون أساسا من " السيلكون " ، " الألمونيوم " ، "الحديد " ، " المغنيسيوم " و " الأكسجين " . لكن الرماد الذي يشكل خطورة على الصحة هو الذي ينطوي على" السيليكا " (Silice ) .
لكن في حالة بركان أيسلندا ،الرماد لا يحتوي عليها . السحب الرماد والتي تحتوي على "حامض الكبريتيك" و"الهيدروكلوريك"، يجعل هذه الجسيمات عدوانية. لكن في هذه الحالة أيضا ، كلما ابتعدنا عن فوهة البركان ، أكثر الضرر يخف بسبب التحلل.
وكما يشرح أحد الأساتذة " رئيس مصلحة "الأنف و الحنجرة" ، وجود الأنف هو لتصفية وحماية الرئتين ، بطبيعة الحال ، الأمر يتعلق إذا كان هذا الأنف في صحة تامة ، يقول الأستاذ.
المدخنون لديهم قدرة تصفية ذات نوعية رديئة ، والأمر يتعلق أيضا بمرضى بأمراض الأنف ، من نوع الحساسية المزمنة . ومن الواضح أن هذه الجزئيات رقيقة جدا ،تمر إلى الرئتين.
لكن إلى حد الآن ، هذه السحب مرتفعة جدا : بين 5000 و8000 مترا ارتفاعا . وإذا نزلت هذه الرماد لمستوى التنفس البشري ، لابد من ملاحظة حجمها لاتخاذ قرار بشان خطورتها ، يقول رئيس مصلحة الجهاز التنفسي لإحدى مستشفيات الباريسية .
لأن هذه الجزئيات بحجم يتجاوز 10 "ميكرون" ، تبقى بصفة عامة في الأنف . من اجل أن تتمكن من المرور أعمق في الرئتين لابد لها أن تكون اصغر من 5 "ميكرون" (على سبيل المقارنة ، قياس الجسيمات "Airparif" حوالي 2.5 ميكرون).
ويذكر أحد الأساتذة " رئيس الفيدرالية الفرنسية لأمراض الجهاز التنفسي" ، بدراسات أجريت بعد ثوران بركان " هضبة سانت هيلين " . تمت على أثره مراقبة من طرف الأطباء رئة الأطفال في إحدى مخيفات الصيفية في حين كان هناك 1.2 سم من الرماد على أرض لكنهم لم يجدوا شيئا غير عادي . حتى المرضى بالربو لم تتم ملاحظة أي اختلاف كبير. ومع ذالك ، هناك إجراءات وقاية لابد منها...على حسب الأستاذ.
* (Le Figaro.fr )
** "ميكرون" (microns) = 10-6 م (0, 000 001 م )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق